كتب: سعيد شرباش
رغم أن الكثيرين من العلماء والمتخصصين في العالم شهدوا بأن الحجامة إعجاز يفوق الطب الحديث، إلا أنه لا ينزال هناك مَن يصر على إنكار أهمية الحجامة في علاج غالبية الأمراض التي عجز أمامها الطب الحديث، وذلك لسبب واحد، وهو أنها من الموروثات؛ ومن ثم فهي من الثقافات التي عفا عليها الزمان، في ظل التقدم الهائل في الطب الحديث.
كما أن الطرح الديني للحجامة لقي ردودًا رافضًا، منها أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – تحدث عن الحجامة في حدود زمانه ومعرفته، وأن الحجامة لا علاقة لها بالوحي؛ وبالتالي ليس ملزمة باتباعها! وتمادَّوا بقولهم إنه لا يوجد بحث علمي واحد أثبت جدواها! وهو كلام مردود عليه.
الرد على “حدود الزمان والمعرفة”
أي مهتم بالحجامة يعرف تمامًا أنها ليست في حدود زمان ومعرفة الرسول – صلى الله عليه سلم – كما يزعم الرافضون؛ فهي ثقافة متوارثة حضارات وراء حضارات ولقرون طويلة، وجميع الحضارات أثبتت بالواقع العملي قيمة الحجامة الطبية.
الرد على “لا علاقة لها بالوحي”
وهذا القول مردود؛ لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لا ينطق عن الهوى، خاصة أنه ذكرها في عدة أحاديث، وثبت بالواقع العملي إلى يومنا هذا أهميتها العظمى لعلاج ما عجز عنه الطب الحديث.
الرد على “لا يوجد بحث علمي واحد أثبت جدواها”
هذا قول من لا يتابع الأبحاث العلمية، سواء باللغة العربية، أو أي لغات أخرى، حيث إن هناك مكتبة ضخمة أثرت المجال الطبي عن الحجامة وفوائدها التي أذهلت العلماء في كل بلاد العالم، فاعترفوا بإعجاز الحجامة الطبي وتفوُّقه على الطب الحديث. ومنهم على سبيل المثال الدكتور خالد بن عبد الرحمن، أستاذ الطب البديل بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور جبر الواقدي، اختصاصي أمراض الروماتيزم، ودراسة لـ 15 أستاذًا جامعيًّا بجامعة دمشق، ورسالة بكلية الطب جامعة الأزهر، ورسالة بجامعة عين شمس، ودراسة مشتركة بين جامعتي عين شمس والملك عبد العزيز، وعدة أبحاث للدكتورة ماجدة عامر، وبحث للعالمين الروسيين كونيايف وساليشيف منشور في الموسوعة الطبية الكبرى الصادرة باللغة الروسية، وفريق بحثي بريطاني برئاسة البروفيسور مارك جون، واعتراف باحثين أمريكيين في علم الأحياء المجهري بجامعة شيكاغو، ومنهم الدكتور وليم إدرسون الباحث بمركز هيلث سيشل الطبي، والباحثة تريسي روولات من معهد واشنطن الطبي، ونشرت هذا الاعتراف في تقرير على شبكة سي إن إن.
كما تم إنشاء مستشفيات متخصصة في الحجامة بأمريكا وبعض دول أوروبا، أرزها ألمانيا وفرنسا، وعيادة كليفلاند الطبية بولاية أوهايو الأمريكية. وكل هذا ما سنتناوله تفصيليًّا وتباع