ردًّا على من يهاجم العلاج بالحجامة، ويدَّعي أنه تخلف ورجعية وجهل؛ لسبب أنه علاج منصوص عليه في الإسلام، رغم أنه موجود من قبل الإسلام بآلاف السنين وفي جميع الحضارات، ولم يهاجمه أحد، يقول الدكتور علي محمد مطاوع، عميد كلية طب الأزهر وأستاذ الأشعة والأورام: إن الحجامة كانت مدونة ومنتشرة بمصر حتى عهد قريب.
وأضح مطاوع أن لها أساسًا علميًّا، وهو أن الأحشاء الداخلية تشترك مع أجزاء معينة في جلد الإنسان في مكان دخول الأعصاب المغذية لها في النخاع الشوكي، وبمقتضى هذا الاشتراك فإن أي تنبيه للجلد في منطقة ما من الجسم يؤثر على الأحشاء الداخلية المقابلة لهذا الجزء من الجلد.
مشيرًا إلى أن هذه النظرية نفسها التي على أساسها تُستخدَم الإبر الصينية في علاج الأمراض (ولم يهاجمها أحد)، وبمعرفة خرائط توزيع الأعصاب على الجلد وعلى الأحشاء الداخلية يمكن معرفة أجزاء الجلد التي تعمل فيها الحجامة للحصول على الأثر المنشود.
وتساءل عميد طب الأزهر: ما الإشكال في ذلك والحجامة نوعان: وقائية وعلاجية؟ أما الوقائية فمعروف وثابت علميًّا فائدة التبرع بالدم للمتبرع، وهو يتبرع بالدم الوريدي النقي في جسمه، فكيف بدم الحجامة، وهو الدم المجتمع في الأنسجة؟!
وأضاف أنه ثبت علميًّا أن الحجامة تنشط الدورة الدموية، بل وتزيد مناعة الجسم. مؤكدًا بقوله إن “الحجامة العلاجية ذكرنا بعض الأبحاث العلمية المتخصصة في ذلك؛ ومن ثم فإن دخول الحجامة في المجال الطبي حديثًا، وتحقيقها مثل هذه النجاحات الكثيرة يُعَدُّ معجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فكم فتحت هذه الخدوش البسيطة على سطح الجسم آمالاً لكثير من مرضى هذا العصر”.
مشيرًا إلى أن “المعجزة تظهر أكثر عندما نعرف أن الطب الحديث قد أثبت أن الحجامة ليس لها أعراض جانبية كالكي بالنار وغيره؛ ولذا فضلها النبي صلى الله عليه وسلم”.
وتابع أن قول المدَّعين: إنه لا يوجد بحث علمي معترف به يثبت أن الحجامة شفاء، ولا توجد مجلة علمية معترف بها في العالم تبنَّت الحجامة كعلاج، قول باطل وتدليس ظاهر، يراد به التشويش على طلاب الحقيقة، والتعتيم على سنة نبوية أثبت العالم كله فائدتها وأهميتها”.