أكد باحثون أمريكيون أن الحجامة علاج للأمراض المستعصية ومعظم الأمراض المنتشرة، والتي فشل الطب التقليدي في علاجها، حيث كشفت دراسة علمية أمريكية حديثة أن العلاج الشعبي القديم والمعروف بـ”الـحجامة” ربما كان دواءً فاعلاً في علاج بعض الحالات المرضية المستعصية، التي يسببها ميكروب “ستاف” (staph germ).
وأكد الباحثون الأمريكيون في علم الأحياء المجهري بجامعة شيكاغو أن لدى ميكروب “ستاف” (staph germ) المسبب الرئيسي لعدد من الالتهابات، على رأسها الالتهاب الرئوي، وقدرات فريدة، ظلت مجهولة لفترة طويلة من الوقت، على تزويد نفسه بمادة الحديد. والمعروف أن البكتيريا تحتاج إلى الحديد لإحداث التهابات، غير أن ميكانيكية الدفاعات في الجسم البشرية تُصعِّب من عملية امتصاص الميكروبات لتلك المادة من الدم أو الأنسجة البشرية الأخرى، أو ما يطلق عليها عملية “محاصرة الحديد” iron blockade، والتي تمتلك بعض الميكروبات القاتلة قدرة الالتفاف عليها، وفقًا لتقرير نشرته وكالة سي إن إن.
وتوصل الباحثون إلى الجينات التي تحكم الالتهابات التي يتسبب بها “ستاف”، حيث يقوم الميكروب بنسف خلايا الدم الحمراء؛ لامتصاص حاجته من الجزيئات الحاملة للأوكسجين والحديد والمعروفة باسم “هيم” heme، ويسعى العلماء لإنتاج عقار قادر على الحد من إمكانيات “ستاف” في الحصول على مادة الحديد من الدم، بعد أن نجحوا في إضعاف ذلك الجين.
ويرجح الكشف الجديد أن العلاج الشعبي القديم المتبع منذ حوالي 2500 عام، وهو “الحجامة” ربما يلعب دورًا في حرمان ميكروب “ستاف” من حاجته للحديد، وفق ما أشارت إليه الباحثة تريسي روولات من معهد واشنطن الطبي.
إدرسون: الحجامة علاج لمعظم الأمراض
وأشار الدكتور وليم إدرسون، الباحث بمركز هيلث سيشل الطبي، إلى أن للحجامة فوائد في علاج حالات الصداع المزمن الذي فشلت معه الوسائل الأخرى، وفي علاج حالات الآلام الروماتيزمية المختلفة، خاصة آلام الرقبة والظهر والساقين وبعض مشاكل المفاصل من تَيَبُّس أو تورُّم، بالإضافة إلى أهميتها في علاج الضغط المرتفع وفي علاج بعض الحالات النفسية والأرق، خاصة دور الحجامة في مواءمة الحالة النفسية ورفع كفاءة جهاز المناعة، والقضاء على الالتهابات المختلفة التي تصيب مختلف الأعضاء والأنسجة؛ وبالتالي يكون للحجامة تأثير إيجابي في القضاء على مشاكل صحية وأمراض مختلفة عديدة، مثل: آلام الظهر والعنق والأكتاف، وتنميل الأطراف، والخمول والشعور بالتعب والإرهاق الدائم، والقلق والأرق واضطرابات النوم، وارتفاع ضغط الدم، والنقرس، وعرق النسا.